1:27 AM تأملات في الأسبوع الرابع من الصوم الكبير - السامرية | |||
تأملات في الأسبوع الرابع من الصوم الكبير - السامريةتقابل في الطريق وجهًا لوجه بين النفس البشرية المراوغة (السامرية) وبين رب المجد يسوع. النفس البشرية تبحث عن السعادة وتخيلت أن تجدها في الإكثار من شهوات العالم... حتى إلى خمسة أزواج. اللقاء مع يسوع سجل حقيقة هامة " إن النفس البشرية التي تعيش في شهوات العالم ليست شبعانة ولكنها عطشانة ". الموجهة مع الله لابد أن تكون بالاعتراف. اعتراف المرأة أعطاها بركة الحصول على الماء الحي الاعتراف يفضح مراوغة النفس السامرية. الاعتراف يكشفه للنفس قذارتها في ضوء الروح القدس.
وبعد الاعتراف الارتواء . لابد في الصوم أن نرتوي من تيار الماء الحي. التأمل في كلمة الله ينبوع ماء حي متدفق...! الصلاة ينبوع متدفق، محبة المسيح ينبوع... لتشرب وتفيض وتجرى من بطوننا ينابيع ماء حية. وبعد الاعتراف والارتواء السجود بالروح والحق. والكنيسة في رحلة الصوم تكثر من السجود. والسجود يحمل الانسكاب والخضوع لملكية المسيح فلنسجد كثيرًا في فترة الصوم. وبعد السجود الكرازة ... فالسامرية كارزة لحساب المسيح. ونحن كذلك يجب أن نتحول لكارزين للقاؤنا مع الرب يسوع وسجودنا أمامه. السائرون في رحلة الصوم هم كارزون صامتون بعبادتهم واتضاعهم وانسحاقهم... يقع هذا الأسبوع بين أحد الابن الضال وأحد السامرية. • في وسط هذا الأسبوع يشمخ الصليب، راية رحلة الصوم المقدس، يبرزه النبي إشعياء كشرط أساسي للسائرين في الطريق كقول ربنا يسوع: "مَن أراد أن يكون لي تلميذا ً فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (لو 14: 27). وقبل أن يتحدث النبي عن ذبيحة الصليب، يعلن في نبوات يوم الاثنين من هم المستحقون لبركات الصليب في آيات بسيطة: "وترعى أبكار المساكين و يربض البائسون بالأمان" (إش 30:14). "إن الرب أسس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه " (إش 14: 32). ألم تكن هذه هي الوصية الأولى في موعظة الجبل - بداية رحلة الصوم بعد العماد والتجربة "طوبى للمساكين بالروح فإن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3). أما المتكبرون فكيف يقبلون بركات الصليب فهو "لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1 كو 1: 24)، "إذا كان العالم في حكمة الله لم يخلص الله العالم بالحكمة بل بجهالة الكرازة" (1 كو 1: 21). والعجب الشديد أن هذه النبوة عينها تقال في ختام نبوات هذا الأسبوع. وليمة الصليب(إش 25- 26: 1- 8) : 1 - يصنع الرب لجميع الشعوب في هذا الجبل" وليمة سمائن وليمة خمر على دردى سمائن ممخة دردى مصفي" (إش 25: 6). • فالدعوة هي لجميع الشعوب- للابن الضال، وللمرأة السامرية الغريبة الجنس. فهي وليمة لجميع الشعوب. • وفي هذا الجبل : جبل صهيون، جبل الجلجثة، الكنيسة الجبل الدسم. • وليمة سمائن (إنها ذبيحة العجل المسمن للابن الضال، وهي أيضا ً بالنسبة لنا جسد ربنا) لأن معها دم المسيح (وليمة خمر). 2 - ويفنى في هذا الجبل وجه النقاب الذي على كل الشعوبوالغطاء المغطى به على كل الأمم (إش 25: 7). لقد كان هناك غطاء كثيف على وجه الأمم أمام معرفة الله، حجاب من الطقوس والعداوة مع اليهود والتعصب... كل ذلك يبدو واضحا ً مع المرأة السامرية والجدل العنيف الذي دار بينها وبين السيد المسيح لقبول الإيمان، وكأن إشعياء بإصبعه يشير إلى هذه المرأة. التي تعتبر بحق أول الداخلين من الأمم إلى الإيمان. وبذلك رفع وجه النقاب عن الأمم. 3- ويبتلع الموت إلى الأبد:نعم بالصليب داس الرب الموت بالموت، ووهبنا الحياة الأبدية هذه البشارة المفرحة وجهت إلى الابن الضال "لأني ا بني هذا كان ميت ً ا فعاش"، ووجهت إلى المرأة السامرية فيقول الرب: "مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو 4: 14). هذه النبوة هي بعينها نبوة يوم الخميس حين يقول النبي: "و يمحي عهدكم مع الموت ولا يثبت ميثاقكم مع الهاوية" (إش 28: 18). 4 - ويمسح الرب الدموع وينزع عار شعبه:لقد نزع الرب عار الابن الضال ومسح دموع توبته، ونزع العار عن السامرية الأممية وأن ق ذها من حياة الرذيلة... ما أجمل هذه التعزيات وسط الصوم، إنه على طريق الرحلة يمسح الرب دموع الصائمين والتائبين، وينزع عنا عار الخطية. 5- في ذلك اليوم يغنى بهذه الأغنية.
"يجعل الخلاص أسوارا ً ومترسة" (إش 26: 1- 2). "مَن آمن بي تجرى من بطنه أنهار ماء حي ينبع إلى حياة أبدية". إن كلمات السيد هنا هي أكبر تعزية... إن الصوم قدتحول إلى أغنية، أغنية فرح وخلاص ثم من بركات الصوم أن أصبح الخلاص أسوارا ً ومترسة الآن تعيش السامرية في حصون الخلاص، ويعيش الابن التائب داخل أسوار أحضان أبيه... الآن ليس للشيطان سلطان على المحتمين في ظل الصليب في رحلة الصوم المقدس المتهللين بالصوم. 6- يوم الصليب يوم نقمة للشيطان:و دينونة الأشرار (إش 26: 20، 21 ، 27: 1- 9). أ- "ادخل مخدعك وأغلق بابك خلفك اختبئ نحو لحيظة حتى يغرب الغضب لأن هوذا الرب... ليعاقب إثم سكان الأرض". فعلى المؤمنين الاختباء بين ذراعي الرب إلى لحيظة حتى ينتقم الرب بقوة صليبه من شر العالم ودينونتهم، أما أولاد الله المختبئون في مخادعهم مع المسيح فإلى لحيظة حتى يتم الانتقام. وأولاد الله يعيشون في سلام المسيح في وسط أخطار العالم واضطهاداته وذلك إلى لحيظة لأن أيامنا على الأرض لا تقارن بالأبدية. ب- وفي يوم الصليب "يعاقب الرب بسيفه العظيم الشديد (الصليب) لوياثان الحية الهاربة... ويقتل التنين الذي في البحر" (إش 27: 1). فيوم الصليب يوم كسر شوكة الشيطان الذي أغوى الابن الضال والسامرية ويحارب أولاد الله، ولكن ليس له سلطان عليهم ماداموا مختبئين بين أحضانه الأبوية إلى لحيظة. 7 - يوم الصليب يوم غفران :و يوم تسبيح وأغنية (إش 27: 2، 9).
فالرب يكفر عن إثم أشر الأشرارالتائبين كالسامرية والابن الضال "لذلك بهذا يكفر إثم يعقوب" (إش 27: 9). ويصبح هذا اليوم- يوم رجوع الابن لأبيه، والسامرية ليسوع، هو من بركات الصليب-يوم أغنية وتسبيح - وهكذا أراد إشعياء النبي أن يفرح قلب النفوس التائبة السائرة في رحلة الصوم المقدس واضعا ً الصليب أمامها كمصدر للغفران ومصدر للتسبيح والفرح... " فياليت ظل الصليب لا يفارق حياتنا طول رحلة الصوم المقدس. أخيرا ... نبوة يوم الجمعة (إش 29: 13- 22)أولًا : إن أخطر ما يهدد الإنسان في رحلة الصوم المقدس أن يكون الاقتراب إلى الرب ليس عن طريق الصليب بل: 1- بالشفتين لا بالقلب (إش 29: 13). 2- أن يكون السير مع الله بالرياء، وعدم الاعتراف بالضعف " فكتموا رأيهم في قلبهم عن الرب" (إش 29: 15). وتكون أعمالهم أعمال ظلمة رغم أنهم يسيرون مع الكنيسة في رحلة الصوم: إنه صوم بالشفتين لا بالقلب. ثانيًا : ختام النبوة في هذا الأسبوع هو: أن كل بركات الصليب والصوم المقدس هي للبائسين والمساكين بالروح "و يزداد البائسون فرحا ً بالرب ويهتف مساكين الناس بقدوس إسرائيل" (إش 29: 19). وهذه الآية عينها هي أول وصية في الموعظة على الجبل للراغبين وتبعية السيد المسيح وحمل الصليب. وهي عينها أول نصيحة يقدمها لنا النبي يوم الاثنين في هذا الأسبوع للراغبين في مرافقة الصليب في رحلة الصوم الأربعيني. إن المساكين بالروح هم الذين سينالون بركات هذا الصوم المقدس "وترعى أبكار المساكين ويربض البائسون بالأمان... إن الرب أسس صهيون وبها يحتمي بائسو شعبه" (إش 14: 30، 33). | |||
|
مجموع التعليقات: 0 | |