من كتاب الحروب الروحيةلقداسة البابا شنودة الثالث
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الفتور الروحي الأسباب و العلاج:
أنا عارف أعمالك ، أنك لست بارداً ولا حاراً ... هكذا لأنك
فاتر " (رؤ 3 : 15-16 )
+ لايمكن
للعبادة الجادة والسليمة ، أن تمتزج بين حرارة الروح مع راحة الجسد ،
على أسلوب أهل العالم " ساعة لقلبك وساعة لربك " .
+ فالشخص الروحي حار فى عبادته ، ومُتحمس بشدة للخدمة الروحية ،
ويشعلها بالنهضات الروحية ، والإفتقاد والنشاط الروحي، وربح النفوس
الكثيرة ،
ليل نهار ، وفى كل
مناسبة يكسب نفوساً للرب.
+ويتخذ من رب المجد يسوع درس الجهاد الروحي، وكذلك يتشرب روح الخدمة
الجادة
من التلاميذ والرسل ، فقد قيل عن القديس بولس
الرسول " إن روحه قد احتدّت فيه ،
عندما وجد أثينا (
اليونانية ) مملؤة أصناماً " (
أع 17 : 16 ) ، وجاهد بشدة حتى
صارت كلها للرب
ولمسيحه ، رغم
شدة المقاومة والإضطهادات ، وكثرة
الفلاسفة الملحدين .
+ولا يرضّى
الرب عن الفاتر ، كما أكده لأسقف لاودُكيا ، وقال : " أنا عارف أعمالك ،
أنك لست بارداً ولا حاراً . وهكذا ( نظراً ) لأنك فاتر ولست
بارداً ولا حاراً ،
أنا مُزمع أن أتقيأك
من فمى " ( رؤ 3 : 14 – 16 ) ، أى أتخلى عنك
( مؤقتاً )
حتى تتوب .
+ ويبدو الفتور فى قلة الحماس ، سواء فى العبادة ، أو الدراسة ، أو العمل
..... الخ ،
وبالتالى تكون النتائج
سلبية وغير مُرضية .
+ والحار فى الروح يقود نفسه والغير للمسيح ، لا ينقاد إلى فكر
شرير أو يعثر الغير بسلبية .
ومن اسباب الفتور الروحي
-1 عدم الشعور بالندم على الخطية والشر ،
ولم يعد القلب يؤنّب ، والإكتفاء بتحليل
الكاهن ، دون الإعتراف
السليم للتوبة
-2العبادة الشكلية الطقسية الجافة ، والخالية من الروح ( عبادة
روتينية ) ،
فالعبادة ليست فرضاً ، بل لمحبة الله ورضاه .
* قال القديس
مار إسحق السريانى : " إن كنت تصلى بدون عاطفة
( تقضية واجب )وبدون
فهم ( تأمل ) قل لنفسك : " أنا لم أقف أمام الله
كى أُعد كلمات ، ولكنى أريد أن أصلى " .
-3الشعور بعدم أهمية الخدمة ، أو الشعور بعدم أهميتك فى الخدمة
( فتقول :أى خادم سيقوم بدورى إذا لم أذهب للخدمة).
4- الحياة السطحية ، وجعل العبادة مجالاً
للمناقشات التافهة ، ودون أن يفكر
المرء فى أنه إنسان
خاطئ ، ويحتاج لإصلاح ، ولنمو روحى !! .
5- العروج بين الفرقتين ،
أى محاولة الجمع بين محبة الله ، ومحبة العالم
( أو الطموح الروحيوالمادى ) ، أو التسالى ( الذهاب للمقاهى والملاهى وأماكن
الدنس .... )
والعبادة الجادة معاً .
+ ولعلاج الفتور الروحي :
1- نسيان مامضى ( والاعتراف
بأخطائه ) ، والبدء من جديد ، وبحماس شديد ،
ولا تؤجل التوبة .
2 - ممارسة كل وسائط النعمة بدقة واستمرارية
وجدية
( التناول + الصلاة + الصوم + قراءة الكتاب + قراءة
سير القديسين والكتب الروحية + حضور النهضات والإجتماعات الروحية + العشور وأعمال الرحمة والخدمة ......كل
هذا بحب وليس بالغصب(
– الارتباط بصداقات حارة
فى الروح ، والابتعاد عن المعثرين والخاملين ، وارفض إغراءات العالم .
– مراعاة رقابة الله لنا
، ومخافته باستمرار ، فى كل مكان .
– الاحتفاظ بالإتضاع (
المتكأ الأخير) .
– لا تُسرع بالاطمئنان بأنك تخلصت من كل
خطاياك ( تخدير النفس).
– اعرض على الله ضعفاتك ،
واطلب منه المعونة باستمرار .
– ضع الوصية أمامك ، نصب
عينيك دائماً ، مجاهداً فى تنفيذها .
|