* العطاء هو من أركان العبادة كما ذكر معلمنا القديس متى في الأصحاح السادس "
متى صنعتصدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون.. وأما أنت فمتى صنعت
صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى
في الخفاء هو يجازيك علانية".
*هذا الإصحاح تقرأه الكنيسة
في أحد الرفاع للصوم الكبير.. وتريد أن تعلمنا الكنيسة
أن من أركان العبادة وأهمها الصدقة العطاء والصوم والصلاة.
*العطاء هو حب ومشاركة أخوة الرب في احتياجاتهم وأعوازهم.
*العطاء هو فضيلة تستطيع بممارستها أن تثمر لحساب ملكوت السماوات.
* الخدمة عامةهي..أن تحب الرب إلهك من كل قلبك وفكرك وقدرتك وتحب قريبك كنفسك..
بمعنى تحب الآخرين وتريد أن تخدمهم وتعطيهم احتياجاتهم.. تعطيهم راحة
وإشفاقًا وحنوا. تعطيهم وقتا لسماع مشاكلهم.. وخدمة بلا عطاء تصبح خدمة عقيمة غير مثمرة.
*فى الواقع
ما نعطيه لأحد من المحتاجين، إنما نعطيه للرب نفسه، سواء كان طعاما أو كساء،
أو مجرد زيارة لمريض أو سجين، لأن هذه الزيارة هى أيضا لون من العطاء ، تعطى فيه حبا ومشاركة
وجدانية، هى عطاء للنفس وليس للجسد.
*وعندما
نتكلم عن العطاء
يلزمنا أن نسأل: لماذا نعطى؟ كيف نعطى؟..
وما هى أنواع العطاء ؟
ثم بركات العطاء
تأمل عن فضيلة العطاء
وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يُلقي الجمع ... فجاءت أرملة فقيرة
وألقت فلسين قيمتهما ربع .... مر 12: 41 ،42
كانت عينا الرب على هذه الأرملة وقد لاحظ ما فعلته. فأي تصرف نحوه في أي
اتجاه لا يفلت من ملاحظته. إنه يقدّر كل ما يصدر من القلب مهما كان صغيراً جداً.
وبوجه خاص هو يفحص أعمالنا "في الهيكل" وقبل أن نقف أمام كرسيه، هو يستعرض
دوافعنا ومدى إمكانياتنا، وهو يقدّر عطايانا عندما نعطيها ويحدد قيمتها النسبية بدون خطأ.
وإن كانت الحقيقة الأولى هى أن عين الرب هي التي تراقبنا عند العطاء، فالحقيقة الأخرى
هى أن عين الرب تلاحظ كيف نعطي. نعم، لنلاحظ أيها الأحباء هذا الحق الإلهي وهو أن
الرب لا ينظر إلى ما نعطي، بل ينظر كيف نعطي. إنه يلاحظ الكيفية وليس الكمية. إن
الرب لا يقول على الإطلاق إن المعطي الكثير يحبه الله، بل يقول "المعطي المسرور
يحبه الله" ( 2كو 9: 7 ) وأيضاً يقول "المعطي فبسخاء" ( رو 12: 8 ). والسخاء
هنا معناه بساطة القلب ومخافة الله كما يقول "في بساطة قلوبكم كما للمسيح"
( أف 6: 5 2كو 9: 7 ؛ 2كو1: 12). والسخاء مقترن بسماحة القلب "كل
واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار" (2كو9: 7). نعم، يجب أن
يسلك المعطي أمام الرب بنقاوة الدوافع، خالياً من كل الأغراض غير المناسبة،
وحريصاً على أن يعمل مشيئة الرب ببساطة وأمانة وعدم تحيز.
والمسألة ليست مبلغ ما نعطي للرب، كلا. إن الفلسين اللذين دفعتهما الأرملة كانا
ثمينين عند الرب أكثر من كل قرابين الأغنياء مجتمعة ( مر 12: 41 -44). لقد أعطت
كل معيشتها، والروح القدس حرص على أن يعرفنا ما هي معيشتها، كانت كل معيشتها
فلسين. ولقد كان لتلك الأرملة فرصة وضع فلس واحد والاحتفاظ بالآخر لها، ولكنها لم
تفعل ذلك. لقد ألقت كل معيشتها وبرهنت بذلك على تكريس قلب موّحد نحو عمل الرب على الأرض.
قال المسيح "غيرة بيتك أكلتني" ( مز 69: 9 ) ولسان حال تلك الأرملة يقول
"غيرة بيتك أكلت كل معيشتي"
وكم هو مُسرّ لقلب الله، ولنتذكر أن إخلاصنا وتكريسنا إنما يُمتحنان ساعة العطاء ليس
بملبغ ما نعطي، بل بمبلغ ما نحجزه لأنفسنا لأجل أغراضنا الخاصة